واننا نعرف مدى سماحتنا وطيبتنا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة نتصور اننا نعرف أنفسنا ، ونعرف أخلاقنا وسلوكياتنا واننا نعرف مدى سماحتنا وطيبتنا ، وكمية الإيمان والتقوى في نفوسنا ولكن...

أبوسيف

منسق العلاج في تايلاند
طاقم الإدارة
المدير العام
واننا نعرف مدى سماحتنا وطيبتنا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

نتصور اننا نعرف أنفسنا ، ونعرف أخلاقنا وسلوكياتنا
واننا نعرف مدى سماحتنا وطيبتنا ، وكمية الإيمان والتقوى في نفوسنا
ولكن ما أن يأتي المحك أو نصطدم بأرض الواقع حتى تتكسر الحواجز
وتنهزم القيم وتتقهقر الأخلاق ، وكأن هذه النفوس
والأجسام التي هي لنا ليست تلك التي كنا نعرفها
أو كنا نحسب اننا نعرفها ..

امتحانات بسيطة أو أزمات سريعة كفيلة بإسقاط الأقنعة التي نلبسها
وجوهنا مثلاً في حال الغضب قبيحة جداً ولكننا لا نعلم ، فعقولنا لا تعكس
إلا صورنا التي نراها في المرآة كل يوم ، فنتصنع أمامها ونستملح
هذا التصنع وأخيراً نقتنع به وتستقر هذه الصورة في باطن النفس !!...

******

حدثتني صاحبة لي هي من أكثر الناس ذكاء وعبقرية كما أحسبها
قالت إنها قررت أن تعرف من هي من المنظور الخارجي
وكيف ينظر إليها الناس ، وكيف تكون تصرفاتها العفوية بعيداً عن التصنع
فقررت بجرأة أن تشتري كاميرات مراقبة توزعها في أرجاء شقتها
وفعلاً بدأ التسجيل فأحست بأنها مراقبة من الناس
فلم تستطع أن تتخلص من التصنع أو أن تنسى أنها مراقبة
وفكرت في إنهاء المشروع لأنه قد فشل في نقل ما أرادته من عفوية
وتصرفات طبيعية ، ومع مرور الوقت تخلت عن هذا التصنع وماعادت مهتمة
بما يصور ففي النهاية سوف يمسح وينسى ، ولذلك أطلقت لنفسها
العنان فجلست وقامت وأكلت وقرأت وخاصمت وتناقشت وغضبت ونامت
وبعد نهاية الأسبوع وفي خلوة مع نفسها
أعادت شريط التسجيل لترى كيف كانت ، فهالها ما رأت ..!!..

تقول صاحبتي : لقد رأيت في الشريط امرأة غريبة
- أكاد أقسم انها ليست أنا - تتجول في بيتها ،
كانت في لباس رث وأناقة معدومة وشعر منكوش وأنوثة مشوشة
في الصوت واللبس والمشي وطريقة الأكل ، رأيت امرأة أنانية تدور
حول محور نفسها ، رأيتها ترفع صوتها من غير موجب وتتناقش
مع زوجها بحدة وفظاظة وجرأة اتكالاً على حب زوجها لها ،
وفي المقابل رأت حب زوجها لها وصبره عليها وحلمه أمام غضبها ،
رأيت أطفالي ضعافً أمام صطوتي مكسورين أمام عنادي ،
ورأيت ملابسهم وشعورهم كأنهم أيتام لا أم لهم ، تفاجأت أكثر
حين رأيت الساعات تمضي في ضياع وقت أمام التلفاز ومع الجوال
وفي المطبخ إضافة الى هوايتي المفضلة
( النوم على السرير والنظر إلى سقف الغرفة ) ،
أكثر ما أزعجني وقوفي المائل في الصلاة وكثرة الحك والهرش
والتثاؤب فيها وسرعة الأداء ، لكن المصيبة الكبرى عندما رأيت وجهي
وأنا أصرخ في وجه زوجي وأناقشه في مسألة مهمة ،
كان وجهي بغيضاً فقد ورم أنفي واحمرّت عيناي وانتفخت عروق
رقبتي ووجهي ، كان مشهداً صادماً أفاقني من أفكاري الوردية
عن شخصيتي ونفسي وسلوكي ، وعرفت اني لم أكن أعرف من أنا
ولا كيف كنت أبدو أمام الناس وخصوصاً أمام من نحبهم ونرجو حبهم ...

******

وإن كنت أنكرت على صاحبتي طريقتها في تصوير نفسها لما
له من بعد خطير على العقل والنفس فيما أظن ، إلا انني أعتبرها
تجربة للبرهنة على اننا لا نعرف أنفسنا من الخارج ولا نعرف كيف
هي مظاهرنا أمام من نتعامل معهم ، جرب أن تراقب نفسك وأنت
تتحدث مع من حولك راقب ارتفاع صوتك ، وطريقة إشارتك ،
راقب سلوكك في جلستك مع عائلتك أو مع أصدقائك ،
سوف تلاحظ أن الزمن قد أنساك أن تراقب وتنقد نفسك وتحسن
من سلوكك وشخصيتك ، بادر فما عدت صغيراً كما كنت ،
وكما قال معلم الخير صلى الله عليه وسلم
( إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلّم وإنما الصبر بالتصبر )
وماقلته للذكر أقوله أيضا للأنثى ..
 
توقيعي
تايلند أدفايزور - التنسيق الطبي لمستشفيات تايلاند مجانا

تواصل معنا على واتس أب - لاين - فايبر - إيمو - تانقو : 0066864036343
  المواضيع المتشابهة المنتدى التاريخ
الحوار العام 0 1K
الحوار العام 5 4K

المواضيع المتشابهة

أعلى